Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

dimanche 18 décembre 2011

Réenchantement du monde 3

أحبك يا شعب ! 
رسالة إلى الشباب التونسي في ذكرى اندلاع ثورته 



أحبك‭ ‬يا‭ ‬شعب‭! ‬كلمات‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬الأعماق‭ ‬قالها‭ ‬ابن‭ ‬الشعب‭ ‬فرحات‭ ‬حشاد‭ ‬الذي‭ ‬مرت‭ ‬منذ‭ ‬بضعة‭ ‬أيام‭ ‬ذكرى‭ ‬اغتياله؛‭ ‬وها‭ ‬أنا‭ ‬أرددها‭ ‬اليوم‭ ‬مثله‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الأبي‭ ‬المخلص‭ ‬في‭ ‬مشاطرته‭ ‬مشاعر‭ ‬الحب‭.
أقولها‭ ‬كما‭ ‬قالها‭ ‬فرحات‭ ‬العظيم‭ ‬وأنا‭ ‬أشاركه‭ ‬الإنتماء‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬مسقط‭ ‬الرأس‭ ‬والإسم،‭ ‬هذا‭ ‬الإسم‭ ‬الذي‭ ‬أعطانيه‭ ‬والدي‭ ‬عربونا‭ ‬لحبه‭ ‬لوطنه‭ ‬وصدق‭ ‬نضاله‭ ‬في‭ ‬سبيله‭ ‬وتحية‭ ‬لجهاد‭ ‬حشاد‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الميدان‭.‬
أقولها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يخلد‭ ‬اندلاع‭ ‬ثورتك،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يؤرخ‭ ‬لانفتاح‭ ‬الباب‭ ‬رسميا‭ ‬أمام‭ ‬التجربة‭ ‬التونسية‭ ‬الرائدة‭ ‬نحو‭ ‬الحداثة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬السياسي‭ ‬والشعائري‭.

أرفعها‭ ‬إليك‭ ‬كلمة‭ ‬حب‭ ‬صادقة،‭ ‬أيها‭ ‬الشعب،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الميعاد‭ ‬الأثيل‭ ‬الذي‭ ‬ضربته‭ ‬مع‭ ‬التاريخ،‭ ‬وأقولها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يراهن‭ ‬البعض،‭ ‬حتى‭ ‬ممن‭ ‬أعان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتحرر‭ ‬من‭ ‬قيودك،‭ ‬إلى‭ ‬تكبيل‭ ‬حريتك‭ ‬المستردة‭ ‬بدماء‭ ‬الأبرياء‭ ‬والشهداء‭ ‬وتحجيم‭ ‬طموحاتك‭ ‬اللامحدودة‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭.‬
ولكنهم‭ ‬يتناسون‭ ‬أن‭ ‬مسيرتك‭ ‬السياسية‭ ‬هي‭ ‬هذا‭ ‬المارد‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬حناياك،‭ ‬مارد‭ ‬كله‭ ‬تعطش‭ ‬للحرية‭ ‬والكرامة؛‭ ‬مارد‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬أحد‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬رده‭ ‬إلى‭ ‬القمقم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬حبيسه‭ ‬طيلة‭ ‬زمان‭ ‬طويل‭ ‬قد‭ ‬ولى‭ ‬وانقضى‭ ‬بلا‭ ‬رجعة‭.‬
1 - المارد العربي :
في‭ ‬إحدى‭ ‬أغانيه‭ ‬الوطنية،‭ ‬يردد‭ ‬فنان‭ ‬الأصالة‭ ‬والذوق‭ ‬الرفيع‭ ‬فريد‭ ‬الأطرش‭ ‬أن‭ ‬المارد‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وجدوه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭... ‬وذلك‭ ‬لعمري‭ ‬لهو‭ ‬الحق‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سقط‭ ‬حاجز‭ ‬الخوف‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فاصلا‭ ‬بين‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬وطموحاته،‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وبين‭ ‬حريته‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬والأخذ‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الرؤيا‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬الواقع‭ ‬الملموس‭. ‬
فبدءا‭ ‬بتونس‭ ‬ثم‭ ‬مصر‭ ‬وليبيا،‭ ‬وغدا‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المومياء‭ ‬سياسيا،‭ ‬هدر‭ ‬المارد‭ ‬العربي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أخرجته‭ ‬قوة‭ ‬وازع‭ ‬الحرية‭ ‬من‭ ‬محبسه؛‭ ‬وهوذا‭ ‬ماردنا‭ ‬يصول‭ ‬ويجول‭ ‬ويعود‭ ‬بالعالم‭ _ ‬وخاصة‭ ‬الغربي‭ ‬منه،‭ ‬الذي‭ ‬غلبه‭ ‬النعاس‭ ‬في‭ ‬فراش‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الوثير‭ ‬فسهى‭ ‬عن‭ ‬فروض‭ ‬دوره‭ ‬الريادي‭ ‬وتراخى‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بواجباته‭ ‬التي‭ ‬تمليها‭ ‬عليه‭ ‬ثقافته‭ ‬ومباديء‭ ‬حضارته‭ _ ‬إلى‭ ‬ضروريات‭ ‬التآزر‭ ‬والتناغم‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬تلك‭ ‬الكادحة‭ ‬منها‭ ‬تحت‭ ‬نير‭ ‬التخلف‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭.‬
فمستجدات‭ ‬العالم‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬تملي‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التلاحم‭ ‬والتآسي‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬غدت‭ ‬بيتا‭ ‬واحدا،‭ ‬وذلك‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الفوارق‭ ‬بين‭ ‬أطرافها‭ ‬والتذليل‭ ‬من‭ ‬مآسيها،‭ ‬وقد‭ ‬نبعت‭ ‬أصلا‭ ‬من‭ ‬الأنانية‭ ‬المفرطة‭ ‬والتأويل‭ ‬الضيق‭ ‬لمعنى‭ ‬الوطنية‭.‬
إن‭ ‬المستقبل‭ ‬اليوم‭ ‬لهو‭ ‬كائن‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬ستفرزه‭ ‬الثورات‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬ستكون‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬لتلك‭ ‬الثورات‭ ‬المداومة‭ ‬في‭ ‬النجاح‭ ‬والتوفيق،‭ ‬زاخرة‭ ‬بالإيجابيات‭ ‬لما‭ ‬في‭ ‬المخزون‭ ‬الثقافي‭ ‬للشعوب‭ ‬العربية‭ ‬وماضيها‭ ‬الحضاري‭ ‬من‭ ‬تراث‭ ‬تليد‭ ‬زاخر‭ ‬بأفضل‭ ‬الحسنات‭ ‬وأنبل‭ ‬الفضائل،‭ ‬وقد‭ ‬كرستها‭ ‬تجربة‭ ‬نيرة‭ ‬في‭ ‬تعاطيها‭ ‬دامت‭ ‬القرون‭ ‬العدة،‭ ‬طيلة‭ ‬فترة‭ ‬الظلام‭ ‬المطبق‭ ‬والجهل‭ ‬المدقع‭ ‬الذان‭ ‬كانا‭ ‬يعمان‭ ‬سائر‭ ‬البلاد‭ ‬حولها‭ ‬والأرضين‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬مركز‭ ‬الحضارة‭ ‬ومرجعية‭ ‬التقدم‭.‬
وبما‭ ‬أن‭ ‬الأيام‭ ‬دول‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬انعتاق‭ ‬المارد‭ ‬العربي‭ ‬سيعيد‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬موارد‭ ‬تلك‭ ‬الحضارة‭ ‬الفياضة‭ ‬ويزكي‭ ‬منابعها‭ ‬فتفيض‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬بكل‭ ‬الخير‭ ‬والبركة‭. ‬
إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬علينا‭ ‬ومن‭ ‬أوكد‭ ‬الضروريات‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬ليتم‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬النقلة‭ ‬النوعية؛‭ ‬ولا‭ ‬سبيل‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بالسهر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تصرفنا‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الظرف‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬عقليتنا‭ ‬أيضا‭ ‬كذلك‭. ‬وليس‭ ‬الأمر‭ ‬بالسهل‭ ‬نظرا‭ ‬لتراكم‭ ‬العادات‭ ‬السيئة‭ ‬وتلبد‭ ‬السلبيات‭ ‬على‭ ‬طبع‭ ‬البعض‭ ‬منا‭ ‬مما‭ ‬غطى‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬إيجابيات‭ ‬وكاد‭ ‬يمحيها‭. ‬
فلا‭ ‬غرو‭ ‬أن‭ ‬أصل‭ ‬الطبع‭ ‬يبقى‭ ‬ولا‭ ‬ينمحي‭ ‬بسهولة؛‭ ‬ولعل‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬على‭ ‬تعريته‭ ‬مما‭ ‬علق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الشوائب‭ ‬وطمس‭ ‬معالمه‭ ‬من‭ ‬السيئات‭ ‬ليدوم‭ ‬فيتطلب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد؛‭ ‬ولكنه‭ ‬يؤتي‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬ثمرته‭ ‬فتكون‭ ‬من‭ ‬أوفر‭ ‬وأفضل‭ ‬النتاج‭. ‬
ولا‭ ‬مجال‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬على‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬فيعطي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الميدان‭ ‬الدرس‭  ‬للأجيال‭ ‬السابقة‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬أيام‭ ‬الثورة‭ ‬بما‭ ‬يتحلى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬اندفاع‭ ‬وتطلع‭ ‬للأمثل‭.‬
فإلى‭ ‬العمل،‭ ‬أيها‭ ‬المارد‭ ‬العربي،‭ ‬ولتكن‭ ‬ماردا‭ ‬بانيا‭ ‬مصلحا‭ ‬لا‭ ‬يهدم‭ ‬إلا‭ ‬القديم‭ ‬البالي‭ ‬من‭ ‬تقاليدنا‭ ‬وتصرفاتنا‭ ‬ويحي‭ ‬الصالح‭ ‬الفالح‭ ‬مما‭ ‬زخرت‭ ‬به‭ ‬نفسيتنا‭ ‬وماضي‭ ‬حضارتنا،‭ ‬و‭ ‬إن‭ ‬شوهه‭ ‬حاضرها‭!‬
لقد‭ ‬كان‭ ‬المارد‭ ‬العربي‭ ‬—‭ ‬أو‭ ‬البربري‭ ‬حسب‭ ‬تعبير‭ ‬الرئيس‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يستثن‭ ‬ضمنيا‭ ‬العربي‭ ‬منه‭ ‬—‭ ‬أبشع‭ ‬الصفات‭ ‬للإنقسام‭ ‬والتنازع‭ ‬والتخاصم‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ينبيء‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬والصراع‭ ‬الدموي‭. ‬أما‭ ‬اليوم،‭ ‬وغدا‭ ‬بالأصح،‭ ‬عندما‭ ‬تطغى‭ ‬آليات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتعامل‭ ‬الحضاري‭ ‬على‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬وتصرفاتنا،‭ ‬سيكون‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التنازع‭ ‬والانقسام‭ ‬لأكبر‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬ترسخ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬عندنا‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ _ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقننا‭ ‬ويتم‭ ‬بصفة‭ ‬سلمية‭ ‬وحضارية‭ _ ‬لهو‭ ‬الدرجة‭ ‬الكبرى‭ ‬للديمقراطية‭ ‬ومرتبتها‭ ‬الأعلى،‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬أساس‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بدون‭ ‬أدنى‭ ‬شك،‭ ‬هو‭ ‬اختلاف‭ ‬الآراء‭ ‬وتعدد‭ ‬الرؤى‭.                              ‬
ولا‭ ‬غرو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬لهو‭ ‬من‭ ‬الانغراس‭ ‬في‭ ‬الذهن‭ ‬التونسي‭ ‬لبمكان،‭ ‬مما‭ ‬أعطى‭ ‬أكله‭ ‬في‭ ‬الحراك‭ ‬السياسي‭ ‬والتصرف‭ ‬المحنك‭.‬
وهكذا،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الإتجاه‭ ‬نحو‭ ‬انتخاب‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬التأسيي‭ ‬بدون‭ ‬إرادتك‭ ‬العصية‭ ‬بإعتصام‭ ‬القصبة؛‭ ‬وهذا‭ ‬لهو‭ ‬الدليل‭ ‬الداحض‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لك،‭ ‬أيها‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬طلائع‭ ‬شبابك‭ ‬ورغبته‭ ‬الجامحة‭ ‬للانعتاق‭ ‬تطلعها‭ ‬الفوار‭ ‬للحرية،‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬ترك‭ ‬بصمات‭ ‬لا‭ ‬تنمحي‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬الثورة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬كما‭ ‬أرادته‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬لتفرضه‭ ‬عليك‭.‬
2 - إرادة الحياة :
فالواجب‭ ‬اليوم‭ ‬إذن‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تونسي،‭ ‬وبخاصة‭ ‬من‭ ‬فات‭ ‬سن‭ ‬الشباب‭ ‬فأرهقه‭ ‬قحط‭ ‬الزمن‭ ‬الماضي،‭ ‬أن‭ ‬يستيقظ‭ ‬إلى‭ ‬مواطنته‭ ‬فيفعّل‭ ‬مقتضياتها‭ ‬أولا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬النفسي،‭ ‬وذلك‭ ‬بالاعتبار‭ ‬بالحقوق‭ ‬التي‭ ‬تكمن‭ ‬بها‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬المطالبة‭ ‬به‭ ‬وبالتقيد‭ ‬بواجباتها‭ ‬وما‭ ‬تقتضيه‭ ‬من‭ ‬حدود،‭ ‬ثم‭ ‬ثانيا،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تصرفاته‭ ‬فتكون‭ ‬متناغمة‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬النفسية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بالضرورة‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬عن‭ ‬التواكل‭ ‬واللامبالاة‭ ‬والكسل‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتراث‭ ‬بالصالح‭ ‬العام،‭ ‬فلا‭ ‬يتردد‭ ‬البتة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬مصلحته‭ ‬الشخصية‭ ‬بالمصلحة‭ ‬العمومية،‭ ‬بل‭ ‬ويسعى‭ ‬جاهدا‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬تجانس‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المصلحة‭ ‬الذاتية‭ ‬ومصلحة‭ ‬العموم‭. ‬
لقد‭ ‬تجاهلت‭ ‬أو‭ ‬تناست‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬المناوئة‭ ‬لإرادتك‭ ‬العظمى‭ ‬أنك‭ ‬سليل‭ ‬شعب‭ ‬ديدنه‭ ‬حب‭ ‬الآفاق‭ ‬العريضة‭ ‬لأنه‭ ‬خلق‭ ‬طليقا‭ ‬كطيف‭ ‬النسيم،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬شاعرنا‭ ‬الكبير‭. ‬فغرتهم‭ ‬بعض‭ ‬سماتك‭ ‬الأساسية‭ ‬الأخرى،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬السماحة‭ ‬والتسامح‭ ‬وحب‭ ‬الحياة،‭ ‬وما‭ ‬دروا‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬الحميدة‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬لتطفيء‭ ‬فيك‭ ‬الجذوة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تغني‭ ‬بها‭ ‬الشابي‭ ‬فأحسن‭ ‬وأبدع‭.   ‬
ولسوف‭ ‬يتعرف‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الأكثر‭ ‬من‭ ‬نبوغك‭ ‬وعراقة‭ ‬حنكتك‭ ‬السياسية‭ ‬عندما‭ ‬الجمبع‭ ‬براعتك‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬أمورك‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وطرافة‭ ‬وذكاء‭.   ‬
لقد‭ ‬طُرح‭ ‬السؤال‭ ‬غداة‭ ‬ثورتك‭ ‬الرائدة‭ :  ‬كيف‭ ‬التوجه‭ ‬إليك‭ ‬بالكلام‭ ‬ومن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يفعله‭ ‬بدون‭ ‬حرج‭ ‬وأنت‭ ‬صنعت‭ ‬التاريخ؟‭ ‬بأي‭ ‬لغة‭ ‬ومنطق‭ ‬تُكلم‭ ‬وقد‭ ‬بين‭ ‬نضالك‭ ‬فراغ‭ ‬منطق‭ ‬المثقف‭ ‬وزيغ‭ ‬رؤياه‭ ‬لواقعه‭ ‬رغم‭ ‬مرارته؟‭ ‬ومن‭ ‬له‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إسماعك‭ ‬صوته،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لقول‭ ‬كلمة‭ ‬الحق،‭ ‬وقد‭ ‬مارس‭ ‬وغازل‭ ‬طويلا‭ ‬كلام‭ ‬الباطل؟‭ ‬ 
ففي‭ ‬الحين‭ ‬الذي‭ ‬نرى‭ ‬البعض‭ ‬يكتشف‭ ‬حلاوة‭ ‬الكلام‭ ‬بحرية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬مارس‭ ‬بنفس‭ ‬الحلواة ‭  ‬كلام‭ ‬الزور‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬بعلة‭ ‬انعدام‭ ‬الحرية‭ ‬ولم‭ ‬يلتزم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بالصمت‭ ‬البليغ‭ ‬عند‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬إمكانية‭ ‬الاحتجاج،‭ ‬وفي‭ ‬الحين‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬مكاسب‭ ‬ثورة‭ ‬الشعب‭ ‬إلى‭ ‬التدعيم‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الأعداء‭ ‬المتربصين‭ _ ‬وهم‭ ‬كثر‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أذيال‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬فصائل‭ ‬الانتهازيين‭ ‬العديدن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زمان‭ ‬و‭ ‬مكان‭ ‬و‭ ‬بخاصة‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬أيام‭ ‬الثورات‭ ‬للانتفاع‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أصحابها‭ _ ‬أتوجه‭ ‬لك‭ ‬بهذه‭ ‬الرسالة‭ ‬وأستسمحك‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬التوجه‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬حقا‭ ‬خيرا‭ ‬لك‭ ‬بالبعض‭ ‬من‭ ‬الملاحظات‭ ‬التي‭ ‬أراها‭ ‬تستجيب‭ ‬لإرادتك‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬لأن‭ ‬منبعها‭ ‬واقعك‭ ‬اليومي‭ ‬حيث‭ ‬تستمد‭ ‬حجيتها،‭ ‬لأنه‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الواعي،‭ ‬وتلك‭ ‬ميزتك‭ ‬يا‭ ‬شعب‭ ‬تونس،‭ ‬لا‭ ‬تخدعه‭ ‬المظاهر‭ ‬والكلام‭ ‬الزائف‭!‬
لذا،‭ ‬ولأنك‭ ‬اليوم،‭ ‬وقد‭ ‬فرضت‭ ‬نفسك‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬للشعب‭ ‬كلمة،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كلمتك‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬دوما،‭ ‬أي‭ ‬إرادة‭ ‬الأفضل‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬كذلك‭ ‬اليوم،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬العدالة،‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التسامح‭ ‬والتواصل‭ ‬والتضامن‭ ‬بين‭ ‬أبنائك‭ ‬وإخوانك؛‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بتكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬إرادتك‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الفضلى‭.‬
وعلى‭ ‬هذا،‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬تعيين‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدية‭ ‬المرتقب،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النهار‭ ‬المجيد،‭ ‬ومساء‭ ‬اليوم‭ ‬المخصص‭ ‬لتحية‭ ‬معاناة‭ ‬الهجرة‭ ‬والمهاجرين،‭ ‬أتوجه‭ ‬باسمك‭ ‬إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬المرتقبين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلا‭ ‬بما‭ ‬أعتقده‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬المتواضعة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬المبدئية‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭ ‬المطلقة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬وطبعها‭ ‬توطيد‭ ‬التضامن‭ ‬الوطني‭ ‬وإجهاض‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬مناويء‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬القلوب‭ ‬المريضة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬انعدامها‭ ‬البتة‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬اليوم،‭ ‬سواد‭ ‬أكانت‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬نفوس‭ ‬عليلة‭ ‬داخلية‭ ‬أو‭ ‬خارجية‭. ‬فلا‭ ‬مناص‭ ‬للتصدي‭ ‬لها؛‭ ‬ولعل‭ ‬أفضل‭ ‬الصد‭ ‬يكون‭ ‬بالتدليل‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬جسم‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬وسلامة‭ ‬نفسه‭. ‬
وبما‭ ‬ذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬إلي‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬الشكل‭ ‬والرمز،‭ ‬فإليك‭ ‬ما‭ ‬أراه‭ ‬يختزل‭ ‬أوكد‭ ‬رغباتك‭ ‬وأهم‭ ‬طموحاتك،‭ ‬مبتدئا‭ ‬إياها‭ ‬بتحديد‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬التحضير‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬أنفسهم‭ :‬
1‭ - ‬أن‭ ‬يبرهن‭ ‬كل‭ ‬تونسي‭ ‬على‭ ‬حسه‭ ‬الوطني‭ ‬بالتزام‭ ‬النظام‭ ‬والكف‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬مطالبة‭ ‬بحقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬وذلك‭ ‬لمدة‭ ‬زمنية‭ ‬معينة‭ ‬كافية‭ ‬للحكومه‭ ‬الجديدة‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬إنجاح‭ ‬مشروعها‭ ‬الرامي‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬القانون،‭ ‬كما‭ ‬تعهدت‭ ‬به،‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬للشك‭ ‬في‭ ‬حسن‭ ‬نيتها‭ ‬إذ‭ ‬العقل‭ ‬الذي‭ ‬يميزك‭ ‬يقتضي‭ ‬الحكم‭ ‬عليها‭ ‬بعد‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬لها‭ ‬للعمل‭ ‬بإشارة‭ ‬بليغة‭ ‬منك‭ ‬لثقتك‭ ‬بحكومتك‭ ‬وتوفير‭ ‬المناخ‭ ‬المناسب‭ ‬لها‭ ‬للتدليل‭ ‬علي‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬التقيد‭ ‬بتعهداتها‭ ‬وإنجاحها‭.‬
2‭ - ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬تقتضي‭ ‬توازن‭ ‬التعهدات‭ ‬والإلتزامات،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬ما‭ ‬يبين‭ ‬تناسق‭ ‬سياستها‭ ‬مع‭ ‬أوكد‭ ‬طموحات‭ ‬الشعب،‭ ‬وذلك‭ ‬بأن‭ ‬تتوجه‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭ ‬باسم‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬إلى‭ ‬السلط‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الأوربية‭ ‬منها‭ ‬حيث‭ ‬تتجمع‭ ‬غالبية‭ ‬الجالية‭ ‬التونسية‭ ‬بالمهجر،‭ ‬بمطلب‭ ‬رسمي‭ ‬لرفع‭ ‬وجوب‭ ‬التأشرية‭ ‬لتنقل‭ ‬المواطن‭ ‬التونسي‭ ‬نـظرا‭ ‬لما‭ ‬قدمه‭ ‬من‭ ‬أدلة‭ ‬بليغة‭ ‬على‭ ‬نضجه‭ ‬السياسي‭ ‬وتدعيما‭ ‬لاستحقاقه‭ ‬الديمقراطي‭ ‬ومسيره‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحداثة‭.     ‬
3‭ - ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخارجي؛‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الداخلي،‭ ‬فيكون‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬يبرهن‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬سمو‭ ‬حسهم‭ ‬الوطني‭ ‬بالتبرع‭ ‬تلقائيا‭ ‬بمرتباتهم‭ ‬لصالح‭ ‬أقل‭ ‬آبناء‭ ‬الشعب‭ ‬حظا،‭ ‬وذلك‭ ‬عدا‭ ‬ما‭ ‬يرونه‭ ‬ضروريا‭ ‬لمعيشتهم،‭ ‬وبذلك‭ ‬يدللون‭ ‬أن‭ ‬عملهم‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬هو‭ ‬بحق‭ ‬كما‭ ‬يعمل‭ ‬الجندي‭ ‬لصالح‭ ‬بلده،‭ ‬إذ‭ ‬يكفيهم‭ ‬شرف‭ ‬الانتماء‭ ‬إلي‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬حاسمة‭ ‬هدفها‭ ‬تدعيم‭ ‬إستقلال‭ ‬البلاد‭ ‬السياسي‭ ‬والذود‭ ‬عن‭ ‬مكتسباته‭ ‬الحداثية؛‭ ‬فالعمل‭ ‬لصالح‭ ‬الوطن‭ ‬لهو‭ ‬خير‭ ‬مرتب‭ ‬للسياسي‭ ‬الحق‭!‬
4‭ - ‬ولعله‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الغريب،‭ ‬إذا‭ ‬أعطت‭ ‬الحكومة‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الإشارة‭ ‬السياسية‭ ‬البليغة،‭ ‬أن‭ ‬ينحى‭ ‬منحاها‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬دخل‭ ‬مرتفع‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬غيور‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬بلاده،‭ ‬فيتبرع‭ ‬كل‭ ‬الموظفون‭ ‬السامون‭ ‬بجزء‭ ‬من‭ ‬مرتباتهم‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬سيكونون‭ ‬عندها‭ ‬من‭ ‬الأوائل‭ ‬للتفاعل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭. ‬وعندها،‭ ‬يميز‭ ‬المواطن‭ ‬الغيور‭ ‬على‭ ‬وطنه‭ ‬اللاهف‭ ‬على‭ ‬المناصب‭ ‬وزخرف‭ ‬الدنيا‭ ‬الكذوب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬حس‭ ‬وطني‭ ‬صادق،‭ ‬ويحس‭ ‬الموطن‭ ‬المعوز‭ ‬بالدليل‭ ‬القاطع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬هي‭ ‬حقا‭ ‬وحقيقة‭ ‬كالجسم‭ ‬الواحد،‭ ‬لا‭ ‬ينهك‭ ‬الضنك‭ ‬جزءا‭ ‬واحدا‭ ‬منها،‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬صغره،‭ ‬إلا‭ ‬تناغمت‭ ‬معه‭ ‬بقية‭ ‬أجزاء‭ ‬الجسم‭ ‬متسارعة‭ ‬لمداواة‭ ‬قروحه‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬الصحة‭ ‬لها،‭ ‬لأن‭ ‬في‭ ‬سلامة‭ ‬العضو‭ ‬صحة‭ ‬البدن‭ ‬بأجمعه‭.‬
هذا‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض؛‭ ‬وللبقية‭ ‬حديث‭ ‬بعض‭ ‬تسمية‭ ‬الحكومة‭. ‬وعشت‭ ‬يا‭ ‬شعب،‭ ‬يا‭ ‬ابن‭ ‬أمي،‭ ‬حرا‭ ‬منيعا‭ ‬أبدا،‭ ‬كنور‭ ‬الضحى‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬تونس‭ ‬الجميلة،‭ ‬طليقا‭ ‬كطيف‭ ‬نسيما‭ ‬العليل‭ ‬لتبهر‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬على‭ ‬نبوغك‭ ‬السياسي‭ ‬وعبقريتك‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬المقادير‭ ‬تلهمك‭ ‬حب‭ ‬التسامح‭ ‬والإخاء‭ ‬ومبادىء‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأساسية‭ ‬والعمل‭ ‬الحق‭ ‬على‭ ‬تكرسيها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬استفحل‭ ‬فيه‭ ‬التدني‭ ‬عن‭ ‬أبسط‭ ‬أخلاقيات‭ ‬التحابب‭ ‬والتآخي‭ ‬والعدالة‭ !‬
فتونس‭ ‬اليوم،‭ ‬بإرادتك‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬هي‭ ‬طفولة‭ ‬العالم‭ ‬الجديد؛‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬شاعرنا‭ ‬الخالد‭ :‬
لله ما أحلى الطفولة! إنها حلم الحياة         

  نشرت على نواة                                                    
Publié sur Nawaat