Mon manifeste d'amour au peuple 2/3
 




Mon manifeste d'amour au peuple 3/3


I-SLAM : ISLAM POSTMODERNE








Accès direct à l'ensemble des articles منفذ مباشر إلى مجموع المقالات
(Voir ci-bas انظر بالأسفل)
Site optimisé pour Chrome

samedi 8 août 2015

De la daimoncratie à la démopraxie 7

حقيقة المنصف المروزقي انتهازية دغمائية واقعية


إن المتمعن بموضوعية في الأزمات التي يتخبط فيها عالمنا العربي ليس له تحميل النخبة المثقفة المسؤولية الرئيس في هذه الأزمة.
ذبان البلاط
ذلك لأن الشعوب اليوم على شاكلة من يقودها؛ والساسة كما نعلم لا تزدهر أمورها إلا بما سماه الجاحظ «ذبان البلاط»، أي نخبة المجموعة التي تنمّق للقادة أمورها كذبا وبهتانا. فكيف نلوم الشعب على تقليد نخبه وهو الذي يعاني، خلاف تلك النخب المزعومة، كل متاعب الحياة؟
وها أنا أسوق مثالا حيا على مثل هذه الحال المزرية تعليقا على المقالة المنشورة على هذا الموقع.* 
فالأستاذ عبد العالي حامي الدين يكاد يقوم فيها بدور الشعراء المرتزقة الذين لم ينعدم منهم التاريخ العربي، فتغنوا بمن اشترى ذمتهم أو شعرهم.
وقد رأينا أن مثل ذلك التصرف لم يقف عند حد الشعراء، بما أن البعض من الفقهاء لم يترددوا عن التطاول على الدين، فاختلقوا الفتاوى وانتحلوا الأحاديث خدمة لأرباب نعمتهم، كالزهري أو شيخ المضيرة أبا هريرة.
مديح تجاري
إن الأستاذ في حديثه عن محاضرة اعتبرها «تاريخية بجميع المقاييس» يمدح الدكتور المنصف المرزوقي بصفة أقل ما يقال فيها أنها تجارية. 
أقول هذا لأني أقرب منه للواقع التونسي وللمعني بالأمر وقد خدعنى كما خدع العديد من التونسيين فانضممت إلى حزبه مدة وجيزة كانت كافية للتعرف على حقيقته كتاجر سياسي وظف المباديء والأخلاق والقيم لأغراض شخصية لم يكن للوطن وللشعب فيها أي حظ. هذا ما يقوله التاريخ ! 
عندما يقدّم مثلا صاحب المقالة المحاضر بصفة المناضل الحقوقي الديموقراطي، فتلك صفة  ُعرف بها ولكنه أضاعها بشهادة كل المناضلين النزهاء. فما إن مكنت صفته تلك المرزوقي من تحقيق غاياته، أي الحصول على النفوذ وذلك لغاية في نفس يعقوب لا لأجل الشعب الذي يدّعي أنه من أبنائه.
كذلك الصفة الثانية التي يسربله بها مادحه، بما أنه عنده «مثقف ملتزم بقضايا الأمة عانى من قمع النظام البوليسي لبن علي». فالعارف الفطن وكل تونسي يعلم كل العلم أن «بطش النظام السابق» الذي عانى منه المرزوقي لم يضاهي بتاتا ما عاناه كل من لم يكن نضاله صالوني، كما كان حال المنصف المرزوقي. 
ثم ليعلم الأستاذ حامي الدين أن المرزوقي لم يكن « أول رئيس منتخب للجمهورية التونسية بعد الثورة» إذ لم يقع انتخابه بتاتا، بل وقع تعيينه في نطاق تصويت حصل بالمجلس التأسيسي حيث وقع تقاسم السلطة بينه ومن تحالف معه من الثلاثية الحاكمة التي كان يقودها حزب النهضة؛ وما كان ذلك إلا  من باب الصفقة التجارية التي جرت الوبال على تونس فأهدرت ما كان فيها من خيرات.  
الحقيقة التاريخية
إن مرحلة الانتقال الديمقراطي التي ينسب صاحب المقال قيادتها للمرزوقي لم تكن إلا مرحلة نفاق سياسي وخداع أخلاقي تم حسب أوامر الحزب الإسلامي الذي كان المروزقي خاتما في إصبعه. فليس من الجدية ولا من النزاهة القول أنه «نجح في بناء تحالف مع قوى سياسية»، بما أنه كان مجرد طرف سلبي في صفقة غايتها الدخول لقصر قرطاج لا غير.  
أما «العبور من مرحلة الانسداد والاستبداد السياسيين إلى مرحلة الديمقراطية الكاملة» فما كان ذلك إلا مهزلة انزلقت بتونس إلي متاهات لا تزال تعاني منها إلى اليوم، حتى أنها كادت تجعلها تعيش المأساة المصرية.
وأما نسبة الدستور التونسي للمرزوقي، فلا صحة لها طبعا، إذ المجتمع المدني هو الذي فرض على السلطة كل ما أتى به من حقوق وحريات؛ وهي لا تزال إلي اليوم حبرا على ورق، إذ تجاهل المناضل الحقوقي تفعيلها  وقد سنحت له الفرصة، فما قام بأي شيء يُذكر من أجلها.
لنكتفي هنا بذكر موضوع رمزي حساس، وهو مما يدعي المزروقي النضال من أجله،  أي منع عقوبة الاعدام بتونس. فقد سقط الفصل المنادي به في الدستور بفارق صوت واحد، وكان من بين المصوتين لأجل الإبقاء عليى عقوبة الاعدام العديد من المنتمين لحزب الرئيس. فأين كان المرزوقي يا ترى؟ ألا يبين هذا استهتاره بقضية حقوق الإنسان واستغلالها لأجل مصلحته الذاتية؟
شعارات تسطيحية
أما التشخيص للوضع الراهن للوطن العربي الذي قدمه الرئيس السابق في محاضرته، فهو مما عُرف به من تنميق وتلفيق لشعارات ومباديء ليس همها تعميق الفهم، بل مجرد تسطيحه. فهدفه يبقى المغالطة للغاية المرجوة التي هي بعيدة كل البعد عن المبدئية بما أنها انتهازية دغمائية في حلة واقعية لمزيد من الفاعلية.            
فما هي «شهادة رجل دولة ومفكر على درجة عالية من الوعي السياسي والتجربة النضالية يستحق أن يستمع إليه، وتوقعاته ليست مبنية على الفراغ» ؟
يقول المرزرقي إن «الدولة العربية الحديثة في حالة انهيار - المجتمعات العربية في حالة إحباط - الربيع العربي ليس ربيعا وإنما هو في الحقيقة عبارة عن بركان وزلزال  - تردد الأنظمة للسلطوية في الاستماع إلى نبض الشارع أنتج خرابا ودمارا حقيقيا».
كل هذا يبين طبيعة الشعارات الجوفاء التي يتحلى بها دوما خطاب المرزوقي. فهو لا يأتي بأي جديد؛ ويكفي لذلك سؤاله ماذا فعل طيلة سنواته على رأس الدولة التونسية لحمايتها من الانهيار وإخراج الشعب من حالة الإحباط التي لا يزال يعاني منها والإصغاء لمطالب الناس وتقزيم تسلط الساسة؟ 
ليس المرزوقي من النوع الذي يعمل، بل هو لا يحسن إلا الكلام الفضفاض، وخاصة قول ما يحلو سماعه لمزيد المغالطة. وقد نجح في ذلك مرة، فدخل قرطاج بدون اختيار الشعب ثم خرج منه لم أمكن الاختيار للشعب.  ولست أرى المرزوقي ينجح مرة أخرى على إحكام المغالطة، على الأقل في تونس، إذ أنه خسر الدعم الحاسم الذي كان وراء نجاحه، أي حزب النهضة. ثم لا يلدغ الشعب الواعي من جحر مرتين !
الاستهتار والتملق
نعم، وقد قلت هذا منذ البداية للمرزوقي الرئيس ولمستشاريه، فضحكوا مني وتجاهلوا أمري : المفاهيم النظرية لم تعد تنفع لحل الأزمة المتجذرة في اللاأخلاقية وانعدام القيم عند الساسة. إلا أن الحقيقة المرة، وذلك هو الأدهي، هي أن المرزوقي كان من هؤلاء الساسة وكانت تلك صفته بالتمام والكمال! 
إنه اليوم كالنطاسي الفاشل الذي ينصح بما لم يقم به طيلة عمله؛ فالأخلاق التي يدعو لها لم يتقمصها بتاتا، والجرأة يراها ضرورية  لم تميّز حكمه الذي كان رمز الانبطاح أما حزب النهضة.
ولعله لا داعي هنا لذكر مثال غير ذلك التسليم المهين للبغدادي المحمودي خرقا لكل الأخلاق والمعايير الثابتة في تونس، حتى في عهد الديكتاتورية.
إنه من الاستهتار دعوة الحكام «لمراجعة أسلوبهم في الحكم واتخاذ القرارات الإصلاحية الشجاعة» والمروزقي ما فعل ذلك وما حاول فعله !
وإنه من التملق الذي يتجاوز كل الحدود من طرف رئيس قديم ما يقوله عن الدستور المغربي الجديد الذي لا يزال أيضا حبرا على ورق، أو على صعود  الإسلاميين المغاربة إلى الحكم وهم بصدد تشويه الإسلام وصورة المغرب بالخارج بترهاتهم وقراءتهم للإسلام من زاوية الإسرائيليات.
إن المنصف المروزقي ليحاول اليوم إعادة القناع الذي كشفه عن وجهه أثناء الحملة الانتخابية التونسية، حيث بان بالكاشف أنه إسلاموي لا يتردد في التحالف مع المتزمتين في استهتار بالقيم وتملق لأهل التزمت. 
شهادة للتاريخ
طبعا، هذا لم يعد من الذكاء في عهد الجماهير، زمننا الحاضر؛ فهي لم تعد بحاجة لساسة لا تعرف إلا التدجيل لإحكام قبضتها على الحكم وعلى مصيرها. فلا يُسقط الفساد والإفساد اليوم إلا الشعب عبر مجتمعه المدني ! بل هي تحتاج لمن يقول الحق ويذكر بالحققية التاريخية في زمن كثر فيه الكذب واستشرت التجارة بكل شي، بما فيها الدين؛ فما أرداك بالسياسة وعبيد أهلها! 
هذه إذن شهادة للتاريخ، إذ يكفينا تزويرا له؛ وقد اكتفيت فيها بالنزر القليل، لأني غايتي ليست التشنيع، وهو رديف التلميع، ولا خير في الاثنين، ونحن لا نزال نعاني منهما.
إن هدفي من هذه الشهادة كلمة الحق وقد سهينا عن قولها وهي واجبة حتى على النفس؛ وذلك ولا شك مأتاه من فهم خاطيء لنصرة الأخ الظالم الظلوم.
أما لمن يريد المزيد من تركة الرئيس المرزوقي وما يعيبه عليه من ناضل ويناضل حقا لأجل الحقوق والحريات بتونس، فليعد لمدونتي تونس الجمهورية الجديدة** حيث الوافر من الأدلة الثابتة حول تجارة المرزوقي بنفاق سياسي وأخلاقي يجعل منه حقيقة انتهازيا إسلامويا.   

نشرت على موقع أخبر.كم